الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **
أخرج ابن جرير عن الزهري قال: كثر في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم القتل والجراح حتى خلص إلى كل امرئ منهم الباس؟؟. فأنزل الله القرآن، فآسى فيه بين المؤمنين بأحسن ما آسى به قوما كانوا قبلهم من الأمم الماضية فقال وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس قال: أقبل خالد بن الوليد يريد أن يعلو عليهم الجبل. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم لا يعلون علينا. فأنزل الله وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن جريج قال: انهزم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشعب يوم أحد، فسألوا ما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وما فعل فلان؟ فنعى بعضهم لبعض، وتحدثوا أن النبي صلى الله عليه وسلم قتل، فكانوا في هم وحزن. فبينما هم كذلك علا خالد بن الوليد بخيل المشركين فوقهم على الجبل، وكان على أحد مجنبتي المشركين وهم أسفل من الشعب، فلما رأوا النبي صلى الله عليه وسلم فرحوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم لا قوة لنا إلا بك، وليس أحد يعبدك بهذا البلد غير هؤلاء النفر، فلا تهلكهم. وثاب نفر من المسلمين رماة، فصعدوا فرموا خيل المشركين حتى هزمهم الله، وعلا المسلمون الجبل. فذلك قوله وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك أخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: نام المسلمون وبهم الكلوم - يعني يوم أحد - قال عكرمة: وفيهم أنزلت وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن وأخرج ابن جرير عن قتادة في الآية قال: والله لولا الدول ما أودى المؤمنون، ولكن قد يدال للكافر من المؤمن ويبتلى المؤمن بالكافر، ليعلم الله من يطيعه ممن يعصيه، ويعلم الصادق من الكاذب. وأخرج عن السدي وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن أبي حاتم عن ابن سيرين وأخرج ابن المنذر عن أبي جعفر قال: إن للحق دولة وإن للباطل دولة من دولة الحق. إن إبليس أمر بالسجود لآدم فأديل آدم على إبليس، وابتلي آدم بالشجرة فأكل منها فأديل إبليس على آدم. وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الضحاك في الآية قال: كان المسلمون يسألون ربهم أن يريهم يوما كيوم بدر، يبلون فيه خيرا، ويرزقون فيه الشهادة، ويرزقون الجنة والحياة والرزق. فلقوا يوم أحد، فاتخذ الله منهم شهداء، وهم الذين ذكرهم الله تعالى فقال (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أمواتا) (البقرة الآية 154) الآية. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة وأخرج ابن أبي حاتم عن عبيدة وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي الضحى قال: نزلت وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال: لما أبطأ على النساء الخبر خرجن يستخبرن فإذا رجلان مقتولان على دابة أوعلى بعير فقالت امرأة من الأنصار: من هذان؟ قالوا: فلان وفلان. أخوها وزوجها. أو زوجها وابنها، فقالت: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: حي... قالت: فلا أبالي يتخذ الله من عباده الشهداء. ونزل القرآن على ما قالت وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن ابن عباس وأخرج ابن سعد عن محمد بن سيرين. أنه كان إذا تلا هذه الآية قال: اللهم محصنا ولا تجعلنا كافرين. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن إسحق أخرج ابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس أن رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يقولون: ليتنا نقتل كما قتل أصحاب بدر ونستشهد. أو ليت لنا يوما كيوم بدر نقاتل فيه المشركين، ونبلي فيه خيرا، ونلتمس الشهادة والجنة والحياة والرزق. فأشهدهم الله أحدا، فلم يلبثوا إلا من شاء الله منهم فقال الله وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في الآية قال: غاب رجال عن بدر، فكانوا يتمنون مثل بدر أن يلقوه فيصيبوا من الأجر والخير ما أصاب أهل بدر، فلما كان يوم أحد ولى من ولى، فعاتبهم الله على ذلك. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الربيع وقتادة قالا: إن أناسا من المؤمنين لم يشهدوا يوم بدر والذي أعطاهم الله من الفضل، فكانوا يتمنون أن يروا قتالا فيقاتلوا، فسيق إليهم القتال حتى إذا كان بناحية المدينة يوم أحد، فأنزل الله وأخرج ابن جرير عن الحسن قال: بلغني أن رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يقولون: لئن لقينا مع النبي صلى الله عليه وسلم، لنفعلن ولنفعلن.... فابتلوا بذلك، فلا والله ما كلهم صدق الله. فأنزل الله وأخرج عن السدي قال: كان ناس من الصحابة لم يشهدوا بدرا، فلما رأوا فضيلة أهل بدر قالوا: اللهم إنا نسألك أن ترينا يوما كيوم بدر، نبليك فيه خيرا. فرأوا أحدا فقال لهم أخرح ابن المنذر عن كليب قال: خطبنا عمر فكان يقرأ على المنبر آل عمران، ويقول: إنها أحدية، ثم قال: تفرقنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، فصعدت الجبل فسمعت يهوديا يقول: قتل محمد فقلت لا أسمع أحدا يقول: قتل محمد إلا ضربت عنقه، فنظرت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس يتراجعون إليه، فنزلت هذه الآية وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتزل هو وعصابة معه يومئذ على أكمة والناس يفرون، ورجل قائم على الطريق يسألهم: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وجعل كلما مروا عليه يسألهم فيقولون: والله ما ندري ما فعل! فقال: والذي نفسي بيده لئن كان قتل النبي صلى الله عليه وسلم لنعطينهم بأيدينا، إنهم لعشائرنا واخواننا وقالوا: لو أن محمدا كان حيا لم يهزم، ولكنه قد قتل، فترخصوا في الفرار حينئذ. فأنزل الله وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الربيع في الآية قال: ذلك يوم أحد حين أصابهم ما أصابهم من القتل والقرح، وتداعوا نبي الله...؟ قالوا: قد قتل. وقال أناس منهم: لو كان نبيا ما قتل. وقال أناس من علية أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: قاتلوا على ما قتل عليه نبيكم حتى يفتح الله عليكم أو تلحقوا به، وذكر لنا أن رجلا من المهاجرين مر على رجل من الأنصار وهو يتخبط في دمه فقال: يا فلان أشعرت أن محمدا قد قتل؟ فقال الأنصاري: إن كان محمدا قد قتل فقد بلغ، فقاتلوا عن دينكم. فأنزل الله وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة نحوه. وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال: نادى مناد يوم أحد حين هزم أصحاب محمد: إن محمدا قد قتل فارجعوا إلى دينكم الأول، فأنزل الله وأخرج ابن جرير عن ابن جريج قال: قال أهل المرض والارتياب والنفاق حين فر الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم: قد قتل محمد فالحقوا بدينكم الأول. فنزلت هذه الآية وأخرج ابن جرير عن السدي قال: فشا في الناس يوم أحد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قتل، فقال بعض أصحاب الصخرة: ليت لنا رسولا إلى عبد الله بن أبي، فيأخذ لنا أمانا من أبي سفيان. يا قوم إن محمدا قد قتل فارجعوا إلى قومكم قبل أن يأتوكم فيقتلونكم. قال أنس بن النضر: يا قوم إن كان محمد قد قتل فإن رب محمد لم يقتل، فقاتلوا على ما قاتل عليه محمد صلى الله عليه وسلم، اللهم إني أعتذر إليك مما يقول هؤلاء، وأبرأ إليك مما جاء به هؤلاء. فشد بسيفه فقاتل حتى قتل. فأنزل الله وأخرج أبن جرير عن القاسم بن عبد الرحمن بن رافع أخي بني عدي بن النجار قال: انتهى أنس بن النضر عم أنس بن مالك إلى عمر وطلحة بن عبيد الله في رجال من المهاجرين والأنصار وقد ألقوا بأيديهم فقال: ما يجلسكم؟ قالوا: قتل محمد رسول الله قال: فما تصنعون بالحياة بعده؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله. واستقبل القوم فقاتل حتى قتل. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عطية العوفي قال: لما كان يوم أحد وانهزموا قال بعض الناس: إن كان محمد قد أصيب فأعطوهم بأيديكم إنما هم إخوانكم. وقال بعضهم: إن كان محمد قد أصيب ألا تمضون على ما مضى عليه نبيكم حتى تلحقوا به. فأنزل الله وأخرج ابن سعد في الطبقات عن محمد بن شرحبيل العبدري قال: حمل مصعب بن عمير اللواء يوم أحد فقطعت يده اليمنى، فأخذ اللواء بيده اليسرى وهو يقول وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد وأخرج البخاري والنسائي من طريق الزهري عن أبي سلمة عن عائشة أن أبا بكر أقبل على فرس من مسكنه بالسنح حتى نزل فدخل المسجد، فلم يكلم الناس حتى دخل على عائشة، فتيمم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مغشى بثوب حبرة، فكشف عن وجهه ثم أكب عليه وقبله وبكى، ثم قال: بأبي أنت وأمي، والله لا يجمع الله عليك موتتين، وأما الموتة التي كتبت عليك فقد متها. قال الزهري: وحدثني أبو سلمة عن ابن عباس أن أبا بكر خرج وعمر يكلم الناس فقال: اجلس يا عمر. وقال أبو بكر: أما بعد من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت. قال الله وأخرج ابن المنذر عن أبي هريرة قال: لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قام عمر بن الخطاب فقال: إن رجالا من المنافقين يزعمون أن رسول اله صلى الله عليه وسلم توفي، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم - والله - ما مات، ولكن ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران، فقد غاب عن قومه أربعين ليلة ثم رجع إليهم بعد أن قيل قد مات. والله ليرجعن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما رجع موسى، فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات. فخرج أبو بكر فقال: على رسلك يا عمر أنصت. فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إنه من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت. ثم تلا هذه الآية وأخرج البيهقي في الدلائل عن عروة قال: لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم قام عمر بن الخطاب فتوعد من قال قد مات بالقتل والقطع، فجاء أبو بكر فقام إلى جانب المنبر وقال: إن الله نعى نبيكم إلى نفسه وهو حي بين أظهركم، ونعاكم إلى أنفسكم، فهو الموت حتى لا يبقى أحد إلا الله. قال الله وأخرج ابن المنذر والبيهقي من طريق ابن عباس أن عمر بن الخطاب قال: كنت أتأول هذه الآية وأخرح ابن جرير عن علي بن أبي طالب في قوله وأخرح الحاكم والبيهقي في الدلائل عن الحسن بن محمد قال: "قال عمر: دعني يا رسول الله أنزع ثنيتي سهيل بن عمرو فلا يقوم خطيبا في قومه أبدا فقال: دعها فلعلها أن تسرك يوما. فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم نفر أهل مكة، فقام سهيل عند الكعبة فقال: من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات والله حي لا يموت". وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم عن ابن عباس أن عليا كان يقول في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يقول وأخرج ابن المنذر عن الزهري قال: لما نزلت هذه الآية وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن إسحق وأخرج ابن أبي حاتم عن عمر بن عبد العزيز في الآية قال: لا تموت نفس ولها في الدنيا عمر ساعة إلا بلغته. وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم قال: قال أبو بكر: لومنعوني ولو عقالا أعطوا رسول الله صلى الله عليه وسلم لجاهدتهم. ثم تلا وأخرج البغوي في معجمه عن إبراهيم بن حنظلة عن أبيه أن سالما مولى أبي حذيفة كان معه اللواء يوم اليمامة فقطعت يمينه، فأخذ اللواء بيساره، فقطعت يساره، فاعتنق اللواء وهو يقول
|